الحنة الموريتانية

 الشيخ المهدي الطالب 0361

الحنة الموريتانية 


المقدمة  


لدى الموريتانيين الكثير من العادات والتقاليد متمسكين بها منذ النشاة حماة عنها لا ينفكون يصارعون في سبيل ديمومتها بالاضافة إلى تلك والعادات والتقاليد توجد لدى النساء الموريتانيات ظفرة من اشكال الزينة تغنى بها الشعراء ورقص على اوتار تلك الاغاني والاشعار الادباء ولقد رسم الكاتب الموريتاني زينة المرأة بحروف ذهبية ابداعية واصفا حالة من الدهشة يعيشها الرجل الموريتاني قديما وحديثا ومن ذلك ما جاء في قول الشاعر محمد الطالب

اقم صلوات الوجد بين المعازف 

على وله من من لابسات الملاحف 

ومن تلك الزينة ما عرف بالحنة الموريتانية ولونها الاحمر الزاهي ورائها الانثوية ورسومها الاثيرة الملتوية لتبدو كلوحة فنية جميلة وآسرة لاعين الناظرين وكأنها تعود لعصر الفراعنة والمخطوطات القديمة.



تاريخ الحنة الموريتانية

الحنة في موريتانيا تمتلك تاريخًا طويلًا، حيث كانت جزءًا من حياة النساء في المناسبات الاجتماعية والدينية. يُعتقد أن استخدام الحنة قد بدأ منذ قرون طويلة، وتوارثته الأجيال، وأصبح جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الموريتانية. تُستخدم الحنة بشكل أساسي للزينة ولإبراز جمال المرأة، خاصةً في مناسبات مثل حفلات الزفاف، الأعياد، والاحتفالات الوطنية.


طريقة استخدام الحنة

تختلف طريقة تحضير واستخدام الحنة في موريتانيا بعض الشيء، إذ يتم مزج مسحوق الحنة مع الماء وعصير الليمون أحيانًا لإعطائها لونا أقوى وأعمق. بعد تحضيرها، يتم رسم النقوش على الأيدي والأرجل بأشكال متنوعة، تشمل الأزهار، الهندسية، والرموز التراثية. تملك كل رسمة معنى خاص، يعبر عن الجمال والأنوثة، كما يرتبط بعضها بالحظ والسعادة.


رموز الحنة ومعانيها

تعبر نقوش الحنة الموريتانية عن رموز مختلفة؛ حيث يرتبط بعضها بالأرض، الخصوبة، الجمال، والقوة. يتم اختيار الرموز بناءً على المناسبة، كما أن هناك نمطًا خاصًا لكل قبيلة ومنطقة، مما يميز الحنة الموريتانية عن الحنة المستخدمة في بقية الدول.


أهمية الحنة في المجتمع الموريتاني

تلعب الحنة دورًا اجتماعيًا وثقافيًا هامًا في المجتمع الموريتاني. فهي ليست مجرد وسيلة للتجميل، بل تُعبر عن التراث وتعزز التواصل بين الأجيال. تُعتبر الحنة رمزًا للجمال الطبيعي والبساطة، ويعتقد الكثيرون أن رسم الحنة يساهم في تقوية الروابط الأسرية والاجتماعية.


الحنة كصناعة وحرفة

أصبح للحنة اليوم بُعد تجاري، حيث توجد نساء متخصصات في رسم الحنة وتحضيرها. وقد طورت هذه الصناعة حتى أصبحت مصدر دخل للعديد من النساء الموريتانيات، اللاتي يعرضن خدماتهن في المناسبات والأفراح. كما تنتج بعض النساء الحنة وتبيعها كمنتج طبيعي يتميز بجودته، ويُصدر إلى دول أخرى. 


أدب الحنة: 

لقد تغنى الموريتانيون كثيرا بالحنة 

إذ يقول أحدهم: 

تتحناي ومن عادتك @ نبحر لا عدلتيها 

كان الحنة زاتك @ والل كانك زدتيها 

ويقول اخر: 

اتحن ذ من فوجاع@ داير يمحن بالحنة 

اشلو بالحنة هو كاع@ ماه متحن ما حن 


ويقول الاديب الكبير اشريف ولد السيد:

عَالمْ مُلانَ عَندْ امْنِينْ  @@ فَيْدِيكْ انْدَارْ الخَطْ الزّينْ 

الّ شَافتْ شِ زَينْ العَينْ @@ يَغْلاَنَ بَاطْ ؤُشفتْ آنَ 

شِ زَينْ احْنَ شفْنَ لَثْنَينْ @@ شِ زَينْ اخْلاَنَ وَ اذْرَانَ

هذا من خَطْ ازْوَينْ اكَْصِيفْ@@ عَالمْ مُلاَنَ  يَغْلاَنَ

يَذَ  بَاطْ الّ  هُوَ  كِيفْ  @@  الحِنّة   عالم  مُلاَنَ 



خاتمة

تعد الحنة الموريتانية رمزًا للأصالة والتراث، فهي ليست مجرد نقش عابر، بل فن متجذر يعبر عن الهوية الثقافية للشعب الموريتاني. تمثل الحنة ارتباط الموريتانيين بتراثهم، وتساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية، مما يجعلها واحدة من أهم وأجمل مظاهر الفلكلور الموريتاني.

Comments